اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الأربعاء 02 تشرين الأول/أكتوبر 2024، بالضربة القاضية التي وجهتها الجمهورية الإسلامية للعدو الصهيوني، ليلة أمس الثلاثاء، وتداعياتها ودوافعها وأثرها على العالم الإسلامي ككل، كما اهتمت برصد الجبهة اللبنانية وتطوراتها.
استعادة كرامة العالم الإسلامي
كتبت صحيفة "جام جم": يُعدّ الرد الصاروخي للحرس الثوري الإيراني على المنشآت الإستراتيجية للكيان الصهيوني خطوة تاريخية وخالدة في تاريخ الجمهورية الإسلامية، إذ استعيدت كرامة العالم الإسلامي بهذه الخطوة الساحقة. لقد كانت الهجمات الصاروخية الإيرانية واسعة النطاق في عمق الأراضي المحتلة متوقعة منذ وقت طويل، وكان هذا الإجراء بمثابة رد فعل ساحق على جرائم النظام الصهيوني، فقد أطلقت إيران عشرات الصواريخ الباليستية والصواريخ الرادارية على أهداف محدّدة سلفًا في فلسطين المحتلة، وأصابت أكثر من 90% من هذه الصواريخ الهدف.
في الواقع، من حيث التكنولوجيا العسكرية، تنتمي هذه الأنواع من الصواريخ إلى الجيلين الثاني والثالث، وقد استخدمت عقابًا أوليًا للكيان الصهيوني، وشدد البيان الصادر عن الحرس الثوري الإيراني على أنه إذا أراد النظام الصهيوني بدء مغامرة جديدة ضدّ إيران، فالرد الإيراني سيكون أشد قسوة. كما تعدّ هذه الخطوة - أي إطلاق الصواريخ على المنشآت الإستراتيجية للكيان الصهيوني - تاريخية وخالدة في تاريخ الجمهورية الإسلامية بعد الاغتيال المؤلم للشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ثمّ اغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله. فقد اعتقد النظام الصهيوني وحلفاؤه أن إيران غير قادرة على الرد على "إسرائيل"، وقد أدت التفجيرات المتكرّرة في غزّة وجنوب لبنان وسلسلة الاغتيالات التي طالت شخصيات مؤثرة في محور المقاومة إلى تفاقم الرعب الذي تسببه القوّة القمعية للنظام الصهيوني بين مسلمي المنطقة والعالم. وكان هدف هذا النظام من اغتيال شخصيات العالم الإسلامي وقادة محور المقاومة هو إثبات أن هذا النظام لديه القدرة على تغيير المعادلات الإقليمية من خلال التصفية الجسدية لقادة حركات المقاومة، إلا أن إطلاق إيران الصواريخ الباليستية والفرط صوتية ومرور هذه الصواريخ عبر طبقات الدفاع الجوي الستة لأميركا والكيان الصهيوني أثبت أن قوة الردع الإيرانية ضدّ الولايات المتحدة والكيان الصهيوني عالية جدًا.
وتابعت الصحيفة: إن ضرب الصواريخ الإيرانية على منشآت النظام الصهيوني في "تل أبيب" وحيفا وميناء" إيلات" وتدمير جزء من الآلة الحربية للجيش "الإسرائيلي" أسعد شعوب فلسطين ولبنان وسورية وغيرها من الدول الإسلامية الذين تأثروا باستشهاد الأمين العام لحزب الله. وبهذه الخطوة التاريخية، استعادت إيران مكانتها بين الدول الإسلامية والحرة في العالم، وأظهرت أنها لن تتردّد أبدًا في الدفاع عن حقوق شعوب العالم المضطهدة والمسلمين. والنظام الصهيوني الذي أعلن الطوارئ في الأراضي المحتلة كافة بعد اغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله، يعيش الآن حالًا من الفوضى العسكرية والأمنية والاجتماعية. وإذا أراد النظام الصهيوني أن يبدأ مغامرة ضدّ إيران في المستقبل، فمحور المقاومة سيتحرك بالتأكيد بطريقة متماسكة ومنسقة ضدّه.
واشنطن تدفع الثمن
كتبت صحيفة "رسالت": في الأيام الأخيرة، وخاصة بعد استشهاد سيد المقاومة المظلوم، تردّدت أنباء عن قلق المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين في البيت الأبيض والبنتاغون من تصعيد وتعميق نطاق الحرب في لبنان، ومع أن اللعبة الإستراتيجية المشتركة بين واشنطن وتل أبيب في المواجهة المطلقة مع جبهة المقاومة واضحة للجميع، بل وقد اعترض عليها خلال الزيارات المتكرّرة للممثل الأميركي الخاص إلى بيروت، إلا أن هناك قلقين أساسيين للولايات المتحدة: القلق الأول للولايات المتحدة هو أن يخوض الصهاينة إستراتيجية "الحرب المضبوطة" في المنطقة. فمن ناحية، لا تملك القيادة المركزية والبنتاغون القدرة على التنبؤ بسيناريوهات جديدة للانتقام من جانب حزب الله وفصائل المقاومة الأخرى لاستشهاد السيد حسن نصر الله، الأمين العام الراحل لحزب الله، ومن ناحية أخرى، هم ربطوا مصيرهم في الحرب الأخيرة بملعب جيش النظام الصهيوني وحكومة نتنياهو. وعادة، في عقيدة السياسة الخارجية للحكومات الأميركية المختلفة، هناك مبدأ ما وراء النص، وهو الدخول في أزمات يمكن السيطرة عليها.
بمعنى آخر، عندما تخلق واشنطن أزمة ذاتية الصنع وتفاقمها، فهي تحدد وتفعّل أيضًا أدوات وقنوات إدارة تلك الأزمة الذاتية. وهذه القاعدة صحيحة أيضًا في ما يتعلق بالتطورات الأخيرة في لبنان وغزّة. ويواجه الأميركيون الآن ساحة معركة غامضة ومثيرة للدهشة، اكتسبت أبعادًا غامضة وغير متوقعة وخطيرة بالنسبة إلى واشنطن، ويمكن أن يصبح كلّ منها بمثابة نقطة تحول إستراتيجية لهذه الدولة في غرب آسيا، وتاليًا النظام الدولي.
أما المسألة الثانية، فتتمحور في الارتباط الإستراتيجي والتكتيكي والعملياتي والاستخباراتي المطلق بين نظام الاحتلال والبيت الأبيض في التطورات الدامية الأخيرة في لبنان، فبعد استشهاد سيد المقاومة، شهدنا التداخل المطلق بين هذين الإرهابيين (واشنطن – "تل أبيب") في حرب غزّة، من إصدار بيان جو بايدن الوقح الداعم لاغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله والتأكيد على حماية المحتل الصهيوني القصوى من أي عمل وانتقام جبهة المقاومة كان الكاشف عن نقطة النهاية للعبة الزائفة للإرهاب الأميركي والصهيوني في حرب غزّة، وأميركا ونظام الاحتلال سيقبلان بأسوأ هزيمة ممكنة في الحرب في غزّة ولبنان من جبهة المقاومة، هزيمة لن تستهدف التكتيكات فحسب، بل ستستهدف أيضًا الثوابت الإستراتيجية للأعداء في المنطقة.
لا أهداف محققة
كتبت صحيفة "إيران": منذ مدة طويلة، كان النظام الصهيوني يعتزم الذهاب إلى جبهات أخرى في استمرار حربه المستمرة منذ عام ضدّ أهل غزّة؛ لكن الشروط الضرورية، خاصة في الحدود الشمالية، لم تتحقق أبدًا. وبالنظر إلى الأحداث التي وقعت في الأيام الأخيرة واغتيال السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان وغيره من كبار القادة، فقد أصبح للنظام الصهيوني اليد العليا في ساحة المعركة، أي أن هذا الشعور وصل إلى عناصر ذلك النظام، والذي بقضائه على الرأس الأول في حزب الله إنه يستطيع فتح الجبهة الشمالية أيضًا، وإذا حدث صراع واسع النطاق في الجبهة الشمالية ستكون مشحونة بقتل الأميركيين لإجبارهم على دخول المعركة، ولكن أيضًا لتحقيق الحلم الذي يبحثون عنه دائمًا بإشراك الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الموقف.
هذا السقف هو رغبة الكيان الصهيوني في فتح جبهة جديدة في الشمال، وهو يحاول تحقيق ذلك، إلا أن هذا النظام يواصل هجومًا بريًا محدودًا في لبنان، وهو إعادة عدد من المستوطنين الموجودين بالقرب من حدود لبنان، والذين نزحوا إلى وسط الأراضي المحتلة خلال هذه الحرب، تقريبًا مثل ما فعله مع قطاع غزّة. والسؤال هو: مع مرور عام على بدء النظام الصهيوني عمليات القتل في قطاع غزّة، هل عاد الـ 300 ألف مستوطن مهجر؟ الجواب سلبي.
هذا؛ وعلى الرغم من أن المقاومة في قطاع غزّة ربما تعرضت لأضرار، إلا أنه حتّى الآن، ونحن على أعتاب عام من الحرب، هناك مقاومة ضدّ الصهاينة وما تزال الصواريخ والقذائف تطلق على البلدات المجاورة في قطاع غزّة. وفي هذه الحال؛ يمكن أن نستنتج أن النظام "الإسرائيلي" يبحث عن إنجازات من أجل إقناع محيطه الداخلي بطريقة أو بأخرى بأنه قادر على تحقيق أهداف مهمّة في هذا العام.