خلال العام الايراني الجاري (ينتهي في 20 مارس القادم)، قام حرس الثورة الإسلامية الإيرانية، نظرًا للظروف الحساسة في المنطقة وتهديدات الأعداء والدعاية السامة حول ضعف الدرع الدفاعي للبلاد، بالكشف عن معدات وأسلحة جديدة في المجالات الجوية والبرية وخاصة البحرية. كما تم الكشف لأول مرة عن مدينتين صاروخيتين وبحريتين، مما يعكس القوة الهجومية للقوات المسلحة الإيرانية وخاصة حرس الثورة في المجالين الجوي والبري.
ومن بين المعدات التي تم الكشف عنها، بارجة سلمان الفارسي الصاروخية المجهزة بصواريخ بعيدة المدى بسرعة 65 عقدة، وزوارق عملياتية بسرعة تزيد عن 90 عقدة من فئة طارق، بالإضافة إلى سفن إسعاف بمهمات الإنقاذ والنقل، وسفن إطفاء بمهمات إخماد الحرائق، وسفينة دعم قتالية باسم "شهيد عبدالله قرباني"، وسفينة محيطية باسم "شهيد نادر مهدوي"، وهي سفينة ثقيلة متعددة المهام وبعيدة المدى قادرة على حمل وتشغيل أنواع مختلفة من الطائرات المروحية والطائرات بدون طيار، وزوارق صاروخية سريعة، وأنظمة صاروخية ودفاعية ورادارية، والتي تم انضمامها في 18 فبراير 2022 لتعزيز القدرات الاستراتيجية للوحدات القتالية البحرية لحرس الثورة.
ووفقًا للقائد العام للقوات البحرية لحرس الثورة، الادميرال علي رضا تنكسيري، فإن سفينة شهيد مهدوي المحيطية تعتبر بمثابة قاعدة بحرية متحركة بطول 240 مترًا وعرض 32 مترًا، ووزن خفيف يبلغ 14000 طن، وقدرة تحميل تصل إلى 41000 طن، ومجهزة بأدوات تمكنها من الإبحار لمسافة 18000 ميل بحري، بسرعة 18 عقدة، ومزودة بتجهيزات قتالية بحرية وجوية، ورادار ثلاثي الأبعاد، وصواريخ سطح-سطح، وسطح-جو، وأنظمة اتصالات متكاملة متطورة، وصواريخ كروز بحرية بعيدة المدى تزيد عن 700 كيلومتر، وقادرة على حمل وإقلاع الطائرات المروحية والطائرات بدون طيار، وإطلاق واستعادة سفن مختلفة، وقد تم تصميمها وتشغيلها من قبل شباب متخصصين ومؤمنين وثوريين من بلدنا العزيز.
وفي إطار هذه الكشوفات والانضمامات، تم يوم الخميس 18 فبراير 2024، في الخليج الفارسي، انضمام سفينة شهيد بهمن باقري الحاملة للطائرات بدون طيار إلى القوات البحرية لحرس الثورة، بحضور اللواء محمد باقري رئيس أركان القوات المسلحة، واللواء حسين سلامي القائد العام لحرس الثورة، والادميرال علي رضا تنكسيري قائد القوات البحرية لحرس الثورة، وذلك بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لانتصار الثورة، مما يعزز من القدرات القتالية لهذه القوات.
وتتمتع سفينة شهيد باقري الحاملة للطائرات بدون طيار بطول 240 مترًا وارتفاع 21 مترًا، ومجهزة بطائرات مروحية وصواريخ وطائرات بدون طيار، ومصعد لنقل الطائرات، مع قدرة على حمل 60 طائرة بدون طيار وحمل 30 زورقا صاروخيا. هذه السفينة ليست مخصصة فقط للعمليات الجوية بدون طيار، بل لديها أيضًا قدرات للعمليات المروحية، ونشر أنظمة الحرب الإلكترونية، والعمليات الدفاعية في مرحلتين هجومية ودفاعية.
كما تم تجهيز السفينة بصواريخ كروز سطح-سطح من عائلة نور، مع منصة منفصلة للصواريخ المضادة للسفن. ويتراوح المدى التشغيلي لهذه الصواريخ بين 750 كيلومترًا و2000 كيلومتر، مما يعزز من القدرات الهجومية للسفينة.
وقد زاد مدى سفينة شهيد بهمن باقري مقارنة بسفينة شهيد مهدوي، حيث تجاوز 19000 ميل بحري. كما تحتوي السفينة على مجموعة بحرية داخلية، ومدرج بطول 180 مترًا يمكن للطائرات الإقلاع والهبوط منه. وقد تم تجهيز السفينة الجديدة بصواريخ بعيدة المدى، وتضم مرافق متنوعة بما في ذلك مجموعات قتالية، ومستشفى متخصص، ومرافق رياضية.
ويمكن القول إن سفينة شهيد باقري الحاملة للطائرات بدون طيار التابعة للقوات البحرية لحرس الثورة، مع قدرتها على حمل أنواع مختلفة من الطائرات بدون طيار القتالية والاستطلاعية، وقدرتها على الإبحار لمسافة 22000 ميل بحري، تحول هذه القوة القتالية إلى قوة بحرية محيطية.
ووفقًا لقائد القوات البحرية لحرس الثورة، فإن السفينة تحتوي على ملاجئ خاصة للطائرات بدون طيار والمروحيات، ويمكنها العمل في البحر لمدة عام كامل دون الحاجة إلى العودة إلى الشاطئ. كما تحتوي على مجموعة متقدمة من المعدات، بما في ذلك فرق قتالية متنوعة، ومعدات الحرب الإلكترونية، وفريق غوص، وفرق طائرات بدون طيار صاروخية، ومرافق دعم تشمل مستشفى متخصص بستة أسرة، وغرفة عمليات، ومختبر، وصيدلية، وحتى ملعب عشب صناعي للأنشطة المختلفة.
وأشار الادميرال تنكسيري إلى قدرات أخرى للسفينة، قائلًا إنها بالإضافة إلى قدراتها العسكرية، يمكنها في أوقات الضرورة المساعدة في توفير سبل العيش ودعم خطوط الشحن الاقتصادية للبلاد.
بناء سفن مثل سفينة شهيد باقري الحاملة للطائرات بدون طيار هو أحد متطلبات الدفاع والأمن المستدام والردع
وقال اللواء محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة، خلال مراسم انضمام سفينة شهيد باقري الحاملة للطائرات بدون طيار إلى القوات البحرية لحرس الثورة، إن أكثر من 90% من المعدات والأسلحة العسكرية الإيرانية قبل انتصار الثورة الإسلامية كانت مستوردة، ولكن اليوم وبفضل جهود شباب هذا الوطن وعلمائه والشركات القائمة على المعرفة، وصلت البلاد إلى مرحلة يتم فيها إنتاج أكثر من 90% من المعدات الدفاعية والعسكرية محليًا، دون الحاجة إلى أي طرف أجنبي.
وأكد رئيس أركان القوات المسلحة أن الدفاع والأمن المستدام والردع لمنع الحرب والانتصار الحاسم في حالة فرض الحرب هو مهمة القوات المسلحة، مشيرًا إلى أن القوة البحرية هي أحد الأبعاد الأساسية لهذه القوة، وأن بناء مثل هذه القدرات مثل سفينة شهيد بهمن باقري الحاملة للطائرات بدون طيار هو أحد المتطلبات والمظاهر الضرورية لهذه القوة للبلاد.
وأضاف اللواء باقري أن هذه السفينة هي قاعدة متحركة يمكنها أن تكون موجودة في جميع أنحاء مياه العالم بشكل ذاتي، ويمكنها تأمين عمق كبير حول نفسها، والدفاع عن نفسها، وحماية مصالح هذا الشعب، وخطوط الشحن، والأسطول التجاري والنفطي.
وأشار رئيس أركان القوات المسلحة إلى أننا لم نسمع منذ سنوات عن أي اعتداءات من قبل القراصنة أو حوادث أخرى ضد الأسطول التجاري والنفطي للبلاد، وذلك بفضل الوجود الدائم للسفن والمجموعات البحرية للقوات المسلحة بجانب الأسطول التجاري والنفطي للبلاد.
وقال اللواء باقري إن وجود مثل هذه السفن، بالإضافة إلى تأمين الخليج الفارسي ومضيق هرمز وبحر عمان، سيؤمن أيضًا استقرارًا وموثوقية لخطوط الشحن في جزء كبير من النصف الشمالي والغربي من المحيط الهندي.
إيران لا تهدد أي دولة
من جهته قال اللواء حسين سلامي، القائد العام لحرس الثورة، إن سفينة شهيد بهمن باقري الحاملة للطائرات بدون طيار هي وحدة قتالية بحرية كاملة يمكنها الدوران حول الكرة الأرضية مرة واحدة، ويمكنها البقاء في المياه الدولية لمدة عام بشكل مستقل، ويمكنها إطلاق صواريخ كروز بعيدة المدى، والدفاع عن نفسها ضد الهجمات الجوية، ونقل السفن السريعة إلى آلاف الأميال، وحمل العديد من الطائرات بدون طيار، وزرع الألغام.
وأكد القائد العام لحرس الثورة أن إيران لا تعتبر تهديدًا لأي دولة، ولا تهدد أي دولة بشكل مسبق، مشددًا على أننا لن ننحني أمام تهديدات أي قوة، وأن الأمن الوطني وحماية مصالح الشعب والدفاع عن قيمه يتم تحقيقها من خلال القوة. لقد جعلنا من القوة طريقنا، وحققنا إنجازات كبيرة في هذا المسار. لقد تمكنا من تحويل التهديدات الناجمة عن العقوبات إلى فرصة لازدهار القوة الوطنية.
وقال القائد العام لحرس الثورة إن حرس الثورة اليوم لا يختلف عن حرس الثورة في عام 1979 في الحفاظ على القيم، وفي روح الإيمان، والشجاعة، والبصيرة، ولكنه أصبح أكثر تقدمًا في الأسلحة، وأكثر حداثة، وأكثر مهارة وخبرة في الميدان، وأكثر خبرة في القيادة، وأكثر تحملًا للصعوبات، وأكثر مهارة في بناء القوة، وبحافز أقوى.
وتحمل هذه الكشوفات والانضمامات رسالة مهمة للأعداء مفادها أن القوة الدفاعية والردعية والهجومية للقوات المسلحة الإيرانية، وخاصة حرس الثورة الإسلامية، تتوافق مع التهديدات الحديثة، حتى لا يخطئوا في حساباتهم، ولا تطمع أي دولة في حدود هذا الوطن. وكما قال اللواء حسين سلامي، القائد العام لحرس الثورة، إذا أخطأ الأعداء، فإن كل هذه الأنظمة سيتم تفعيلها يوم الحاجة بإرادة القائد الأعلى للثورة الاسلامية والشعب الإيراني العظيم، وبأيدي القادرين الذين يضعون أيديهم على الزناد.
ومن ناحية أخرى، فإن القوة الدفاعية والردعية لإيران تحمل رسالة سلام وصداقة للأصدقاء والجيران. وكما قال اللواء باقري، رئيس أركان القوات المسلحة، فإن قدرات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست موجهة ضد أي من الجيران أو دول المنطقة، كما يتضح من زيارة مجموعة بحرية من القوات البحرية لحرس الثورة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة المجاورة، حيث شاهد العالم كله كيف تمت هذه الزيارة في ذروة الحظر والتهديدات، وكيف استقبلت هذه الدولة الجارة سفن حرس الثورة والجيش. وهذا يعكس الأخوة الإسلامية والجوار الذي نسير فيه.