عشية الذكرى الـ44 لانتصار الثورة الإسلامية اتيحت لنا فرصة جيدة لاستعراض إنجازات هذا الحدث التاريخي المهم في مختلف المجالات. وكلما ابتعدنا عن فبراير 1979 ازدادت أهمية دراسة إنجازات الثورة الإسلامية وأهمية التعبير عن التقدم في جميع المجالات بصرف النظر عن نيل الاستقلال السياسي والحرية، وزيادة وعي الناس ومشاركتهم السياسية وصمود الشعب الايراني في ثماني سنوات من الدفاع المقدس، فقد انتصرنا أيضًا على قمم في مختلف المجالات، لان الشباب الايرانيون بفكرهم الثوري استطاعوا على الرغم من 4 عقود من العقوبات على تحويل التهديدات إلى الفرص حتى تقف إيران على قمة العالم في العديد من مجالات منها الانجازات العسكرية والدفاعية.
أما القدرات العسكرية الايرانية فقد أصبحت لا تقاس بما قبل الثورة الاسلامية يمكن القول أن الحكومة الايرانية قبل انتصار الثورة من حيث توفير المعدات العسكرية وأيضًا من حيث التشغيل كانت تعتمد على الدول الاخرى وخاصة أمريكا، وتلك الدول هي التي تلعب الدور الرئيسي في الإدارة ايران، التجربة القيمة للدفاع المقدس اعطتنا رؤية مناسبة لدور المعدات المختلفة في ساحة المعركة الحقيقية. ان هذه الرؤية نظرا للإمكانيات والقيود العلمية والتكنولوجية في البلاد وكذلك القدرات الاقتصادية، لعبت دورًا فعالًا في تجميع خارطة طريق لتسلح البلاد.
وذكاء مصممي خارطة الطريق في هذه السنوات الأخيرة وتوسع التهديدات العسكرية والمواجهة الحاسمة للجمهورية الاسلامية اثبت ان الاكتفاء الذاتي والوصول إلى المعدات التي يمكنها محاربة العدو فسوف يمنع الهجوم المباشر للعدو على البلاد. اما حول اهم المعدات العسكرية في البلاد نستطيع ان نشير الى:
** الصورايخ البالستية
ان السبب الرئيسي لاختيار صناعة الصواريخ البالستية التكلفة القليلة وانخفاض مستوى التكنولوجيا، وإمكانية الإطلاق من منصة متحركة. وتمتلك الجمهورية الاسلامية الايرانية الآن مجموعة كبيرة ومتنوعة من الصواريخ البالستية مثل: سجيل، عماد، قدر، خرمشهر، قيام، ذو الفقار، فاتح والخليج الفارسي ولدى هذه الصواريخ إمكانية تدمير النقاط الحيوية للأعداء، مثل مستودعات الذخيرة والمطارات والمباني الحكومية الحيوية والجسور والطرق الرئيسية والسكك الحديدية ومحطات الطاقة وما إلى ذلك.
** صاروخ كروز
صاروخ كروز يبقى بعيدًا عن الرادارات بسبب حركته بالقرب من سطح الأرض أو البحر. ويستهدف الهدف بدرجة عالية من اليقين. ان هذه الصواريخ لديها نوعان، بحري وأرضي. الصواريخ نظرًا لشكلها وبنيتها، يمكن ان تطلق من البر والبحر او الفضاء وتمتلك إيران مجموعة متنوعة من صواريخ كروز البحرية منها: قادر، ظفر، كوثر، نور، قدير، بصير وصاروخ كروز الارضي سومار .
**المسیرات الایرانیة
ان عمليات الطائرات المسيرة الإيرانية في التقاط صور لقواعد عسكرية من خارج المنطقة وأيضًا ضد القوات التكفيرية على الأرضي السورية وكذلك عمليات الطائرات المسيرة لقوات المقاومة في حزب الله اللبناني كان مهم جدا. وهذا الامر يدل على النمو الكبير لهذه القدرة في الجمهورية الاسلامية الايرانية، وتعد ايران لديها مجموعة واسعة من الطائرات التي تنتجها بنفسها منها: شاهد129، ابابيل، مهاجر,....وبعد أمريكا وإنجلترا، تعد إيران الدولة الثالثة التي وصلت إلى القدرة على إنتاج الطائرات المسيرة.
** الدفاع الجوي
يصنف الدفاع الجوي إلى ثلاث فئات منخفضة ومتوسطة وعالية الارتفاع. بنفس الترتيب الجهموریة الاسلامية الايرانية بالنظر إلى هذه الفئة، فإنها تركز على تحسين أنظمتها الخاصة. من أهم الانظمات المنخفضة نستطيع ان نشير الى ميثاق، يازهرا، رابير، تور- ام -1، سماوات، حائل، سعير وسراج. اما انظمة سوم خرداد، طبس، شلمجه، مرصاد، تلاش، صياد، تعتبر من الانظمة المتوسطة الارتفاع . اما انظمة s-300 وباور 373 تعتبر من الانظمة التي لديها ارتفاع عالي.
** القوارب السريعة والغواصات الصغيرة
القوارب السريعة هي أحدى المعدات العسكرية التي لها تأثير على الحرب غير المتكافئة في البحر. نظرًا لصغر حجمها، لا يمكن رؤية القوارب السريعة في الرادارات ويمكنها ان تقترب الى الهدف حتى لو انها لاتسطيع ان تحمل كمية كبيرة من الاسلحة ولكن نظرا لتكلفة صناعة القوارب نستطيع صناعة كمية كبيرة لاستخدامها في معركة ناقلات النفط وانسكاب المياه في الخليج الفارسي والاصطدام بالسفن الأمريكية وايضا نستطيع ان نحصل على التجارب القيمة وهذا الامر مؤشر على كفاء القواريب السريعة.
ولايمكن للرادارات ان تتعرف على الغواصات الصغيرة بسبب الحركة بالقرب من سطح الماء ولذلك من الممكن ان تقترب الى الاهداف و تجري عمليات عسكرية خاصة مثل اسقاط الالغام والقوات الخاصة، ايضا يتم إنتاج واستخدام عدة أنواع من الغواصات الصغيرة والكبيرة في ايران. الغواصات الكبيرة مثل: الغدير مناسبة للظروف المناخية للخليج الفارسي كما ان لديها القدرة على حمل الطوربيدات والمزيد من القوات.
** معدات أخرى
في السنوات الأخيرة، مع نمو القدرات العلمية والتكنولوجية والصناعية، تتجه البلاد نحو بناء معدات عسكرية أخرى مثل الطائرات والسفن، المروحية والدبابات. تصميم طائرات كالقاهر وصاعقة وكوثر، ومدمرات جماران والوند وسهند وكذلك المركبات العسكرية المحمية مثل طوفان، أمثلة على آخر الإنجازات العسكرية للجمهورية الاسلامية الايرانية.
واما حول ميزانية الدفاع الإيرانية نستطيع ان نقول ان هذه النجاحات المذهلة اكتسبت بميزانية صغيرة مقارنة بالدول الأخرى على سبيل المثال دولة السعودية لان ميزانية السعودية 7 اضعاف من ايران . وتنفق معظم ميزانيتها الدفاعية على شراء المعدات من الدول الأخرى مثل الولايات المتحدة الامريكية. في حال ان أمريكا لا تملك القدرة على مقاومة إيران منذ أكثر من أسبوع.
واليوم باتت ايران أكبر قوة صاروخية في المنطقة باعتراف المسؤولين العسكريين الاميركيين، وتمتلك ايران مختلف انواع الصواريخ الباليستية والنقطوية التي ترعب جميع اعدائها وقد استخدمت بعضها في قصف مقرات لتنظيم داعش في سوريا وقصف قاعدة عين الاسد الأميركية في العراق ردا على اغتيال الاميركيين للفريق قاسم سليماني قائد قوة القدس في حرس الثورة الاسلامية وأظهرت صور الاقمار الصناعية حينها ان جميع سفن الاسطول الاميركي في الخليج الفارسي وبحر عمان انسحبت الى عمق المحيط الهندي بعيدا عن مرمى الصواريخ الايرانية خلال يوم واحد خشية توسيع دائرة المعركة واستهدافها.