أبدت فصائل مسلحة في العراق، ومنها حركة «النجباء»، استعدادها للتعاون مع إيران للردّ على العدو الإسرائيلي، معتبرة أن من حق طهران أن تقوم باستهداف إسرائيل من داخل العراق، ما دام العدو قد استهدفها من الأجواء العراقية. وكان موقع «إكسيوس» قد نقل عن مصادر إسرائيلية قولها إن «إيران تستعد لمهاجمة إسرائيل من الأراضي العراقية في الأيام المقبلة»، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، المقررة الثلاثاء المقبل، مضيفاً أنه «من المتوقّع أن يتم تنفيذ الهجوم من العراق باستخدام عدد كبير من الطائرات من دون طيار والصواريخ الباليستية».
وسبق أن توعدت إيران برد «قاسٍ» على الهجوم الذي شنته إسرائيل في تشرين الأول الفائت، على عدد من منشآتها العسكرية. واخترق العدو الإسرائيلي الأجواء العراقية في هجومه الأخير، فيما اتهمت جهات عراقية رسمية وغير رسمية، الولايات المتحدة، بالتواطؤ مع إسرائيل في تسهيل عبور الصواريخ عبر السماء العراقية لاستهداف مواقع في إيران. وفي هذا الصدد، يقول عضو الهيئة السياسية لحركة «النجباء»، حيدر اللامي، إن «الكيان الصهيوني عندما هاجم إيران اخترق الأجواء العراقية وجميع الأعراف الدولية، وكذلك الولايات المتحدة التي تعاونت معه رغم أنها ترتبط مع العراق باتفاقية الإطار الإستراتيجي وغيرها من الاتفاقيات الأمنية».
وعليه، يرى اللامي، في حديث إلى «الأخبار»، أن «من حق الجمهورية الإسلامية أن تقوم باستهداف الكيان الصهيوني من أي نقطة في داخل العراق»، لافتاً إلى أن «المقاومة الإسلامية هي جزء من محور المقاومة الذي تقوده الجمهورية الإسلامية، وبالتالي نحن على تنسيق تام مع إيران لتنظيم هذا الرد وتنسيق الوقت والمكان المناسبين». ويتابع أن «المقاومة الإسلامية لم تتوقّف عن عملياتها التي تستهدف مواقع حيوية في الكيان، بواسطة طائرات مسيّرة متطورة جداً وبقدرات عالية». ويتوقّع أن «تقوم المقاومة خلال المرحلة المقبلة باستخدام صواريخ متطوّرة، تماشياً مع التصعيد الذي سيحصل». أما بشأن استهداف القواعد الأميركية في العراق من قبل المقاومة، فيجيب اللامي بأن «هناك أولوية حالياً هي التوجّه إلى استهداف إسرائيل، ثم ضرب القواعد الأميركية كونه لا تنفع معها الديبلوماسية والحوار وإنما فقط لغة القوة والسلاح».
ومع ذلك، يعتقد مسؤول سياسي في «الإطار التنسيقي» أن «إيران لديها الإمكانات والقدرات القتالية والهجومية للرد على إسرائيل من أي مكان، وهي ليست عاجزة عن ذلك تماماً». ويعتقد، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «تخمين إسرائيل بأن الرد سيكون من الأراضي العراقية، له أسباب منها الصداقة والارتباط مع فصائل مسلحة أصبحت تمتلك القدرة على الوصول إلى عمق إسرائيل، وأيضاً يمتلك العراق موقعاً جغرافياً قريباً نسبياً من إسرائيل». ويلفت المسؤول إلى أن «الحكومة العراقية ربما ستكون أمام تحدٍ صعب في حال ردّت إيران من أراضي العراق، لأن ذلك فيه تداعيات كبيرة لناحية توسّع رقعة الحرب، فضلاً عن إعطاء الحجّة للكيان لضرب مواقع في العراق». ويشير إلى أن «إيران لديها صواريخ في استطاعتها الوصول إلى تل أبيب، وهذا ما حدث في عمليات الوعد الصادق. أما إذا أرادت الرد من العراق، فهذا يحتاج إلى تنسيق وإعلام الحكومة العراقية التي تريد التهدئة لا الحرب». ويعرب المسؤول عن تخوّفه «من رد فعل الفصائل التي قد تُقدِم على إعلان مسؤولية الرد على إسرائيل، أو تنفيذ هجمات أوسع حتى لو لم يُطلب منها ذلك من قبل إيران. وهذا سيجعلنا أمام حرب حقيقية واسعة النطاق والصراع فيها مفتوح».
المصدر:
فقار فاضل - الأخبار