اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 30 حزيران 2024 بنتائج الانتخابات في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وكان الاهتمام مركزًّا على حجم المشاركة وتقييمها والبحث عن الأسباب التي لا بد من علاجها لأجل تكثيف المشاركة في الانتخابات القادمة بعد أسبوع.
حول الانتخابات..
بداية مع صحيفة "كيهان": التي كتبت "جرت انتخابات الجمعة الماضية في بيئة سمح فيها نظام الجمهورية الإسلامية بأي ادعاءات وتصريحات من المرشحين الذين كانوا في عداد المرشحين للرئاسة، ولا بد من القول إن هذا أمر نادر في العالم، خلال الإعلانات التلفزيونية لهذه الانتخابات، وحتى عندما تم الطعن في بعض القضايا الأساسية، تعامل النظام معها بتسامح، بالطبع هذا تقصير من حيثية معينة وليس أمراً يدعو للفخر، لكن ما حدث أعلى من مستوى حرية التعبير في العالم، ومن المثير للاهتمام أن بعض الأشخاص الذين ينتقدون بالحد الأقصى من الإساءة هم الأكثر انتقادا لحالة الحرية في إيران!...من القضايا المهمة التي تؤثر على مشاركة الناس هو الوضع الاقتصادي للبلاد وخاصة ما يجري في مجال المعيشة".
وأردفت: "يوم الجمعة المقبل، سيتم استكمال الإجراء الانتخابي ويكفي أن يحصل أحد المرشحين المتبقيين على صوت واحد أكثر من الآخر، ولذلك، فإن هذا المشهد سيقام بحضور حماسي أو بحضور منخفض، والحقيقة هي أن إيران تواجه الآن نموذجين للإدارة، ولكل من هذين النموذجين تأثير خاص على مصير الشعب ومستقبل البلاد...ولذلك يجب على الناس الحضور بأقصى قدر من الحضور".
من مظاهر الاقتدار الوطني
بدوره، كتب حسين مظفر العضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام في صحيفة "جام جم" مقالًا جاء فيه "بينما كان الشعب الإيراني على علم بالأخبار المتعلقة بالجولة الرابعة عشرة من الانتخابات الرئاسية، وعلى الرغم من كل عمليات التشويش والشائعات والإحباط التي خلقها أعداء الثورة الإسلامية والشعب في الداخل والخارج، شارك المجتمع الإيراني بأفضل ما لديه في الجولة الأولى في الانتخابات".
وأضاف "قبل الانتخابات هيأت الظروف الجيدة من قبل مجلس صيانة الدستور لزيادة المشاركة، لأن الدافع للتنافس بين المجموعات والأذواق السياسية المختلفة حصل على فرصة الجميع للمشاركة في منافسة جادة وذلك من خلال إثارة أجواء الانتخابات وخلق الحماس، ولحسن الحظ، شارك الناس بقدر ما يستطيعون في هذا الاختبار الكبير، ويبدو أن هناك مشاركة مقبولة، وبالتالي فإن حضورهم ومشاركتهم موضع تقدير.
وأشار الى أن "العمل لا يزال مستمراً، وفي الجولة الثانية، الجمعة المقبلة، سيشارك الناس في المرحلة النهائية من الانتخابات بمزيد من الدافعية".
حجم المشاركة
من ناحيتها، كتبت صحيفة " همشهري": "يرتبط الفارق في نسبة المشاركة في الانتخابات أيضًا بالظروف السياسية والاجتماعية، وبالأساس فإن نسبة معارضي النظام لا يتم تحديدها أبدًا بعدم المشاركة، على سبيل المثال، بلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء الأول للثورة 96%، لكن بعد أشهر قليلة وصلت نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية إلى 52% لكن هل كل من لم يصوت مناهض للثورة؟ هناك عدة فئات ممن لا يصوتون: البعض منهم لا يستطيع الحضور لأي سبب من الأسباب، بعض الأصوات التي تقبل النظام ولكنها تجد بعض الاخطاء".
وتابعت: "الإجابة الخاطئة هي أن الناس غاضبون من الصندوق بسبب مشاكل اقتصادية، ومن الواضح أن هذا التصريح، على الأقل بعد تولي هذه الحكومة السلطة، غير صحيح. هذه الحكومة متقدمة على الحكومة السابقة في كل المؤشرات، فلماذا المشاركة متدنية؟".
وبحسب الصحيفة، هناك سببان خطيران ومختلفان، السبب الأول هو إحباط الناس من التغيير، لماذا يشعرون بخيبة أمل؟ إن أسلوب النشاط الإعلامي المناهض للثورة، إلى جانب المجموعة التي تتهم جميع المسؤولين بالفساد في الفضاء الافتراضي بسبب الأنانية أو الجهل، يخلق الانطباع بأن المسؤولين غير جديرين بالثقة، والسبب الثاني: في العام الماضي، أظهر استطلاع موثوق أن حوالي نصف المجتمع لا يعرف الانتخابات البرلمانية، من ناحية أخرى، أظهر استطلاع آخر لانتخابات الأسبوع الماضي أن 30% فقط من الناس شاهدوا المناظرات المتلفزة، ماذا تعني هذه الإحصائية؟ وهذه الإحصائية مؤشر لظاهرة ناشئة في العالم وبالطبع مجتمعنا الذي لا نوليه اهتماما كبيرا، إننا نواجه منذ عدة سنوات نوعاً جديداً وغريباً من عدم المشاركة".