كان لتفجيرات لبنان صدى واسع في إيران، حيث وضعت السلطات ما جرى في خانة «العمل الإرهابي الذي قام به الكيان الصهيوني»، فيما أطلقت وسائل الإعلام، تفسيرات وتحليلات متعددة حيال الحدث الأمني وتداعياته، وعدّته مؤشراً إلى تصعيد المواجهة بين حزب الله وإسرائيل. وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن «هذه الحادثة أَظهرت مرّة أخرى أن رغم ادّعاء الدول الغربية والأميركيين أنهم يسعون إلى وقف إطلاق النار، إلا أنهم في الواقع يدعمون بشكل كامل جرائم الكيان الصهيوني وعمليات القتل والاغتيالات العمياء».وأعرب رئيس البرلمان الإیراني محمد باقر قاليباف، في رسالة بعث بها إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ورئيس مجلس النواب نبيه بري عن تعاطفه وتضامنه، واتصل وزير الخارجية عباس عراقجي اتصالاً هاتفياً بنظيره اللبناني عبد الله بوحبيب، ندّد فيه بـ«الإجراء الإرهابي للكيان الصهيوني».
ووفقاً لوكالة «تسنيم» القريبة من «الحرس الثوري» فإن انفجارات الثلاثاء هي «أضخم عملية إرهابية سيبرانية في التاريخ»، وبمنزلة ردّ فعل إسرائيلي على »الضربة العسكرية والاستخبارية» التي نفّذها حزب الله ضدّ إسرائيل في «عملية الأربعين». وقالت إن «الحزب، ومع مضيّ 11 شهراً على خوضه قتالاً ضدّ الكيان (الصهيوني)، لم يكشف بعد عن أسلحته الاستراتيجية، إذ استهدف طوال هذه المدة الكيان بالمُسيّرات والصواريخ الخفيفة، وأثقل سلاح استخدمه كان صاروخ بركان. إن إجراء الكيان الصهيوني هذا هو بمنزلة تغيير معادلة القتال بالنسبة إلى حزب الله، وبالتالي، فإن المحاذير السابقة للمقاومة ستنحسر في القتال ضد الكيان».
بدورها، رأت صحيفة «فرهيختكان» الأصولیة في حادث تفجير أجهزة البيجر، محاولة إسرائيلية لـ«إرهاق وإنهاك القوى الإنسانية لحزب الله». وكتبت: «عمليات التخريب لا تظهر فقط اشتداد حدّة الصراع، بل تثير القلق من احتمال شن الكيان الصهيوني هجوماً بريّاً على لبنان. إن تصعيداً كهذا يمكن أن ينطوي على تغييرات لافتة للانتقال من النماذج السابقة للاشتباك المتناوب إلى اشتباكات عسكرية مستدامة وأكثر شدّة. إن الأهداف الاستراتيجية لهجوم بري يمكن أن تشتمل على تدمير البنية التحتية لحزب الله وتقليص قدراته على شن المزيد من الهجمات على الكيان الصهيوني».
ولفتت صحیفة «آرمان ملي» الإصلاحية، في مقال لمحلّل الشؤون الدولية، حسن هاني زاده، إلى أن «اغتيال بعض الشخصيات المؤثرة في محور المقاومة والهجوم على أجهزة اتصالات هو جزء من خريطة الطريق الجديدة التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي لتغيير المعادلة الميدانية»، منبّهاً إلى احتمال أن يكون الهجوم السيبراني «مقدمة لهجوم عسكري واسع على لبنان».