«ماذا كانت نيّة إسرائيل من تنفيذ عملية تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي في لبنان؟»، «هل ثمّة حرب واسعة بين حزب الله وإسرائيل على الأبواب؟»، «كيف يجب أن يكون ردّ حزب الله وإيران على هذه العملية؟» و»كيف سيكون عليه مستقبل الأمن السيبراني بعدها؟»؛ تلك أسئلة تداولتها الأوساط الإعلامية في إيران في هذه الأيام، طارحة أجوبة مختلفة إزاءها. فمن جهتها، أثارت وكالة أنباء «تسنيم» القريبة من «فيلق القدس» الإيراني، سيناريوين اثنين: الأول، أن «الكيان الصهيوني يسعى من خلال هذه الهجمات إلى إحداث إرباك إدراكي لدى المقاومة في القدرة على اتخاذ القرار (عن طريق هجوم إرهابي حضري شامل)، فضلاً عن دفع الكادر المركزي في حزب الله إلى التراجع عن مواصلة الحرب. وهدف الكيان هو قطع الاتصال بين جبهة جنوب لبنان وجبهة غزة، لكي يتخلّى حزب الله عن دعم حماس. إن الكيان يحبّذ هذا السيناريو لأنه ومن دون دفع تكاليف الحرب، يحقّق هدفه الرامي إلى وقف ماكينة حرب حزب الله، وبحسب بنيامين نتنياهو: يعيد سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بسلام». وفي السيناريو الثاني، «توصّل الكيان إلى استنتاج مفاده أنه من غير الممكن فصل حزب الله عن جبهة الإسناد، ولذلك فإن الحرب لم تعد قابلة للتجنّب. ومن أجل هذا الهدف، فقد استهدف، وكما حرب الـ33 يوماً، شبكة اتصالات المقاومة بشكل خاص، ليقطع بذلك التواصل بين بيروت وجبهة الجنوب». وفي الإطار نفسه، أشارت صحيفة «سازندكي» إلى أن السلطات الإسرائيلية، وقبل دقائق من تفجير أجهزة البيجر، أخبرت أميركا بأن عمليةً ما ستقع في لبنان، مضيفة: «هذا الأمر يُظهر بوضوح أن نتنياهو وفريقه ما كانا يريدان رؤية معارضة أميركية تعيقهما عن تنفيذ عملهما. إن هذا الهجوم السيبراني نُفّذ على وجه التحديد في موعد كان يظنّ الجميع فيه أنه من المقرّر أن يستهدف الجيش الإسرائيلي قريباً الحدود الجنوبية للبنان وشمال الأراضي المحتلة، لكن يبدو أنهم حاولوا المضيّ قدماً عن طريق هذا الهجوم السيبراني؛ لأن نتنياهو يسعى في الظروف الحالية، إلى الحفاظ على التصعيد في انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية».

أما صحيفة «جام جم» التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الوطنية الإيرانية، فقد رأت أن «الحرب النفسية» تمثّل الهدف الرئيسي للعملية الإسرائيلية»، موضحةً أن «تل أبيب المدعومة من حلفائها على نطاق واسع، خطّطت للعملية بهدف بثّ الرعب والهلع في جبهة المقاومة (خاصة في الجبهة اللبنانية) وإعطاء صورة عن نصر غير قابل للتحقّق. إن جيش الكيان المحتل للقدس وبعد عام من الإخفاق في ساحات المقاومة في غزة، لا يمتلك القدرة على خوض حرب شاملة جديدة، بحيث إن الحماة والداعمين الغربيين لتل أبيب، أكّدوا ذلك. وعليه، فإن حزب الله في لبنان وأمينه العام المقدام (السيد حسن نصرالله) قد رصدا لعبة العدو هذه، ويقومان بإدارة الظروف الحالية ببراعة بالغة».

أما صحيفة «اعتماد» الإصلاحية فقد رأت أن إسرائيل تسعى إلى جرّ إيران وحلفائها إلى حرب من العيار الثقيل في المنطقة، ولذلك «يتعيّن على هؤلاء ألا يقعوا في هذا الفخ». وأكدت الصحيفة أن «أفضل استراتيجية بالنسبة إلى إيران وحزب الله تتمثّل في تنفيذ الأعمال الثأرية غير المتكافئة، واستخدام الأدوات الدبلوماسية والاستخبارية وتحاشي الدخول في حرب مباشرة». وتابعت: «إسرائيل، وفي ضوء الاختراق الأمني والتلاعب بأجهزة البيجر التابعة لأعضاء حزب الله، فتحت جبهة جديدة للاشتباك؛ وهو بالضبط الأسلوب الذي اتُّبع في اغتيال إسماعيل هنية في طهران. إن هذا الكيان يعرف تماماً أنه غير قادر بمفرده على الوقوف بوجه إيران وحلفائها».

وفي السياق نفسه، تناولت صحيفة «جوان» القريبة من «الحرس الثوري»، قضية «الأمن السيبراني»، وكتبت، نقلاً عن وزير الاتصالات الإيراني الأسبق، رضا تقي بور، أن «الحدّ الأدنى ممّا يجب تعلّمه من تفجيرات لبنان هو أنه يجب استعمال التقنيات المحلية ولا سيما في مجال الشبكة والخلايا المركزية، وإن تم استعمال المنتج الخارجي، فيجب إجراء الاختبارات والفحوصات المعيارية، ولا سيما في مجال الأمن السيبراني، سواء من الناحية الفيزيائية أو البرمجيات أو الناحية الإلكترومغناطيسية».

المصدر: محمد خواجوئي - الاخبار